الرئيسية » 2013 مارس 5 » ﺃﻫﺬﻱ ﺟﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﺪ ﺃﻡ ﻫﺬﻱ ﺑﺰﻭ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﻟﻮ ﻳﺪﻭﻡ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻔﻮﺯ
13:46 ﺃﻫﺬﻱ ﺟﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﺪ ﺃﻡ ﻫﺬﻱ ﺑﺰﻭ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﻟﻮ ﻳﺪﻭﻡ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻔﻮﺯ |
ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ، ﺍﻟﻤﻮﻟﻌﻴﻦ ﺑﺎﻟﺰﻱ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ، ﻗﻴﻤﺔ "\ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﺰﻳﻮﻱ "\، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻳﺎﺀ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ. ﻓﻬﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺘﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ"\. ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﻮﻻﻱ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﻌﺠﺒﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻼﺑﻴﺐ ﻣﻤﺎ ﺩﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺇﻟﺤﺎﻕ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺝ ﺑﺤﺎﺷﻴﺘﻪ"\ . ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﺎﺩ ﻳﺘﻌﺮﻓﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﺑﺰﻭ ﻣﺼﺪﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻠﺒﺎﺏ ﺍﻟﻨﻔﻴﺲ، ﻭﻻ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ . ﺗﻘﻊ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﺑﺰﻭ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻷﻃﻠﺲ ﺑﻨﻲ ﻣﻼﻝ ﻳﺤﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮﻱ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻭﻻﺩ ﺯﻳﺪﻭﺡ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻭﻻﺩ ﻋﻴﺎﺩ، ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻓﺘﺤﺪﻫﺎ ﻗﻠﻌﺔ ﺍﻟﺴﺮﺍﻏﻨﺔ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺼﻬﺮﻳﺞ. ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻨﺎﻧﺖ ﻭﺃﺯﻳﻼﻝ ﻭﺷﻼﻻﺕ ﺃﻭﺯﻭﺩ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ . ﺫﻛﺮ ﺍﺳﻢ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﺑﺰﻭ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣﺮﻓﻮﻗﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ "\ﻭﺻﻒ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ"\ ﻟـ: ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻮﺯﺍﻥ ﺍﻟﻔﺎﺳﻲ )ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑـ: "\ﺟﺎﻥ ﻟﻴﻮﻥ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ("\ ﺍﻟﺬﻱ ﺯﺍﺭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺳﻨﺔ 1521 ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﻮﻗﻊ ﺟﻐﺮﺍﻓﻲ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺪﻳﻤﺎ "\ﺑﻼﺩ ﻫﺴﻜﻮﺭﺓ"\ ﺃﻭ "\ﺃﺳﻜﻮﺭﺓ"\ ﺃﻭ "\ ﺍﺳﻜﻮﺭﻥ "\، ﻓﻘﺎﻝ : "\ ﺑﺰﻭ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ ﻋﺎﻝ . ﻳﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻣﻴﺎﻝ . ﻭﺳﻜﺎﻥ ﺑﺰﻭ ﻛﻠﻬﻢ ﺗﺠﺎﺭ ﺃﻣﻨﺎﺀ ﺣﺴﻨﻮ ﺍﻟﻬﻨﺪﺍﻡ، ﻳﺼﺪﺭﻭﻥ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﻭﺍﻟﺠﻠﻮﺩ ﻭﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ. ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻬﻢ ﺗﺠﻔﻴﻒ ﻋﻨﺐ ﺫﻱ ﻟﻮﻥ ﻭﻣﺬﺍﻕ ﻋﺠﻴﺒﻴﻦ . ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﻋﺪﺩﺍ ﻫﺎﺋﻼ ﻣﻦ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺘﻴﻦ . ﻭﻫﻲ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺿﺨﻤﺔ. ﻭﺗﺒﻠﻎ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺠﻮﺯ ﺣﺪﺍ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﺭﺗﻔﺎﻉ . ﻭﻣﻨﺤﺪﺭ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﻤﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﻣﺤﺮﻭﺙ ﺗﻤﺎﻣﺎ . ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻤﺘﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺋﻖ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺔ ﺍﻟﻨﻬﺮ . ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺑﺰﻭ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺷﻬﺮ ﻣﺎﻳﻮ- ﺃﻳﺎﺭ ﺣﻴﺚ ﻓﺎﻛﻬﺔ ﺍﻟﻤﺸﻤﺶ ﻭﺍﻟﺘﻴﻦ ﻧﺎﺿﺠﺔ . ﻭﺃﻗﻤﺖ ﻋﻨﺪ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﻣﺴﺠﺪ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺗﻤﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺳﺎﻗﻴﺔ ﺗﺨﺘﺮﻕ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ "\. ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺑﻼﻁ ﺍﻟﺴﻌﺪﻳﻴﻦ ﺑﻤﺮﺍﻛﺶ ) ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﺎﺻﺮﺍ ﻟﻠﺤﺴﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻮﺯﺍﻥ ﺍﻟﻔﺎﺳﻲ ( ﻗﺎﺋﻼ "\ : ﺃﺑﺰﻭ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺗﻀﻢ ﺃﺯﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﻟﻒ ﻭﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﺳﺎﻛﻦ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﻻﺋﻖ ﻣﻼﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ ﺷﺎﻫﻖ ﻓﻲ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻷﻃﻠﺲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﺃﺳﻮﺍﺭ، ﻭﺑﺮﻭﺝ ﻣﺸﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﻤﻮﺛﻖ ﺑﺎﻟﺠﻴﺮ ... ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺑﺮﺑﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﺼﻤﻮﺩﺓ ، ﻧﺴﺎﺅﻫﻢ ﺑﻴﺾ ﺟﻤﻴﻼﺕ ﺃﻧﻴﻘﺎﺕ "\ ﻭﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ﺗﺤﺖ ﺍﺳﻢ"\ ﺍﻧﺘﻴﻔﺖ"\ ﻗﺎﺋﻼ "\ : ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻧﺘﻴﻔﺖ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺭﻳﺎﺳﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻭﻻﺩ ﻫﻨﻮﺍ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻛﻨﻮﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﺗﺨﺬ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺣﺼﻦ ﺗﺎﻗﻴﻮﺕ ﻭﺍﻣﺘﻨﻊ ﺑﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻭﻟﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻭﻣﺨﻠﻮﻑ ﻳﺸﻴﺪﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻭﻫﻠﻚ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺄﻣﺮﻩ ﺍﺑﻨﻪ ﻣﺨﻠﻮﻑ ﻭﺟﺎﻫﺮ ﺑﺎﻟﻨﻔﺎﻕ ﺳﻨﺔ ﺛﻨﺘﻴﻦ ﻭﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ ﺛﻢ ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻯ ﺗﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﻯ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﻛﺶ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﺑﻰ ﺛﺎﺑﺖ ﺳﻨﺔ ﺳﺒﻊ ﻭﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ ﻛﻤﺎ ﻧﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﺃﺧﺒﺎﺭﻩ ﻟﻤﺎ ﺃﺣﻴﻂ ﺑﻪ ﻓﺘﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺨﻠﻮﻑ ﻭﺃﻣﻜﻦ ﻣﻨﻪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﺳﻴﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﺑﻨﻪ ﻫﻼﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺨﻠﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻬﺪ ) ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻨﻮ ﻧﻔﺎﻝ ( ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺭﻳﺎﺳﺘﻪ ﻻﻭﻻﺩ ﺗﺮﻭﻣﻴﺖ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺃﺑﻰ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﺍﺑﻨﻪ ﺃﺑﻰ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻛﺒﻴﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻭﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﺫﻛﺮ ﻭﺍﺳﺘﻨﺰﻟﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﻦ ﻣﺤﻠﻪ ﻻﻭﻝ ﻭﻻﻳﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺣﺼﺎﺭﻩ ﺑﻤﻜﺎﻧﻪ ﻭﺃﺻﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺟﻤﻠﺘﻪ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﺎﻳﺘﻪ ﻭﺍﻣﺮﺍﺋﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻥ ﻫﻠﻚ ﺑﺘﻮﻧﺲ ﺑﻌﺪ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﻘﻴﺮﻭﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﺍﻟﺠﺎﺭﻑ ﻭﻭﻟﻰ ﺑﻨﻮﻩ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﻣﺮ ﻗﻮﻣﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻥ ﺍﻧﻘﺮﺿﻮﺍ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻓﻲ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻬﻢ ﻭﻻﻫﻞ ﻋﻤﻮﻣﺘﻬﻢ ."\.. ﻟﻌﺒﺖ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﺑﺰﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﺩﻭﺭﺍ ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻄﻞ ﻋﻠﻰ"\ ﻣﺸﺮﻉ ﺍﻟﺼﻔﺎ "\ ﺃﻭ "\ ﻣﺸﺮﻉ ﺃﺑﻲ ﻋﻘﺒﺔ"\ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ. ﻭﻧﻠﻤﺲ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻣﻮﻻﻱ ﻫﺸﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ )ﺍﻟﺘﻘﺎﻁ ﺍﻟﺪﺭ :( "\ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺮﺣﺎ ﺣﺎﺳﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻛﺶ ﻭﻓﺎﺱ . ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻧﺘﺼﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﻬﺰﺍﻡ ﻳﻘﺮﺭ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺘﻴﻦ ."\ ﻭﻗﺪ ﺃﺛﺎﺭﺕ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﺑﺰﻭ ﻗﺮﺍﺋﺢ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻓﻨﻈﻤﻮﺍ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻗﻴﻤﺔ ﻳﺘﻐﻨﻮﻥ ﺑﺠﻤﺎﻝ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺳﻲ ﺃﻫﺬﻱ ﺟﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﺪ ﺃﻡ ﻫﺬﻱ ﺑﺰﻭ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﻟﻮ ﻳﺪﻭﻡ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﻇﻼﻝ ﻇﻠﻴﻼﺕ ﻭﻣﺎﺀ ﻭﺧﻀﺮﺓ ﻓﻠﻪ ﻣﺎ ﺃﺣﺮﺯﺗﻪ ﺳﺎﻛﻨﻲ ﺑﺰﻭ ﺗﺨﺎﻟﻔﺖ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻔﺘﺢ ﻟﻠﻌﻘﺒﺎﻥ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ﺍﻟﻜﻨﺰ ﻭﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ : ﺃﺑﺰﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺑﺄﺭﺿﻬﺎ ﺍﻟﻔﺘﺎﻧﺔ ﻻ ﻏﺰﻭ ﺇﻥ ﻏﻨﻰ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﺃﻟﺤﺎﻧﻪ ﻣﺎ ﺯﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ ﺇﻻ ﺃﺑﺪﻋﻮﺍ ﻓﺎﻟﺸﻌﺮ ﺃﺭﻗﻰ ﻟﻠﻤﻌﺸﻮﻕ ﻋﻨﺎﻧﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﻓﺮﺣﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻃﻊ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ "\ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺧﺮﺍﻓﺔ / ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺃﺑﺰﻭ"\ . ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺎﺭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﺲ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻳﺼﻮﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻛﻴﻒ ﺳﺘﻐﺪﻭ ﻓﻴﻪ ﺃﺑﺰﻭ. ﺍﻷﻣﺲ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻋﻨﻬﺎ "\ﺃﻫﺬﻱ ﺟﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﺪ ﺃﻭ ﻫﺬﻩ ﺑﺰﻭ ﻣﻨﻰ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﻟﻮ ﻳﺪﻭﻡ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻔﻮﺯ "\ ﻭﺃﻗﻮﻝ: ﺑﺰﻭ ﻭﺟﻨﺘﺎ ﻃﻔﻠﺔ ﺗﺰﻫﺮ ﻓﻲ ﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻌﻄﻮﺭ ﻭﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺘﻲ ﻣﻘﻠﺘﻴﻬﺎ ﺧﺼﺮﺓ ﺭﻣﻮﺵ، ﻭﻣﻦ ﻃﻠﻌﺘﻬﺎ ﺿﻔﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﺯﻳﺘﻮﻥ ﺗﻌﺎﻧﻖ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ، ﻭﻣﻦ ﻣﻨﺎﺑﻊ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﻧﻄﻒ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﺗﻠﻘﺢ ﺃﺭﺣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺴﺎﺗﻴﻦ ﻭﺗﺴﻜﺖ ﻋﻄﺶ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ. ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﻘﻄﻊ ﺁﺧﺮ ﻣﻌﻨﻮﻥ ﺑـ: "\ ﺍﻟﻴﻮﻡ :"\ ﻫﻲ "\ ﺑﺰﻭ"\ ﺣﺴﻨﺎﺀ ﺭﺳﻤﺖ ﻣﺤﻴﺎﻫﺎ ﺃﻇﺎﻓﺮ ﺍﻟﺪﻫﻮﺭ ﻭﺳﻔﻴﻨﺔ ﻣﻠﻘﺎﺓ ﺑﻤﺮﻓﺄ ﻣﻬﺠﻮﺭ، ﺭﺣﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﻫﺠﺮﻫﺎ ﺍﻟﺮﺑﺎﻥ ﻭﻏﺎﺻﺖ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ . ﺷﺎﺣﺒﺔ"\ ﺑﺰﻭ"\ ﻛﺸﻴﺦ ﻳﻜﺢ ﺍﻟﺴﻌﺎﻝ ﻭﻛﺸﺒﺢ ﻳﻄﻠﻊ ﻣﻦ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺗﺸﻘﻖ ﺟﻠﺪﻩ ﻣﻦ ﻭﻫﺞ ﺍﻟﺘﺮﺣﺎﻝ ﻳﺠﺮ ﺧﻠﻔﻪ ﺳﺎﻗﺎ ﺗﺎﻫﺖ ﻓﻴﻪ ﺧﻄﺎﻩ . ﻭﻓﻲ ﻣﻘﻄﻊ ﻧﻘﺘﻄﻔﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻥ ﺑـ : "\ﺍﻟﻐﺪ"\ ﻳﻘﻮﻝ : ﻭﺃﺭﻯ "\ ﺑﺰﻭ"\ ﻛﻮﻣﺔ ﺭﻣﺎﺩ ﺗﺪﺭﻳﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺑﻌﻴﺪﺍ .. ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ﻫﺠﻴﺮ ﻳﺼﻌﺪ ﻓِﻲَّ ﺍﻟﺘﺸﻨﺞ ﻭﺃﺫﺭﻑ ﺩﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪ ﻋﻠﻪ ﻳﺘﺒﺨﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻧﺴﻤﻊ ﻟﻠﻤﺎﺀ ﺗﺮﺍﻧﻴﻢ ﻭﺃﻧﺎﺷﻴﺪ، ﻭﻳﺨﻀﺮ ﺍﻟﻌﺸﺐ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ. ﻭﺗﺘﻮﻓﺮ ﺧﺰﺍﻧﺔ ﺃﺑﺰﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﻣﻨﻬﺎ: - "\ﺳﻴﺪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻨﻴﺎﺭ "\ ﻣﺜﻞ "\ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺳﻌﺪﻳﺔ، ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻨﻮﻥ ﺳﻨﺔ 1954 ﺑﺘﻄﻮﺍﻥ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ"\ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺳﻌﺪﻳﺔ"\ ﻟﻤﺆﻟﻒ ﻣﺠﻬﻮﻝ . ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﻄﻮﻃﺔ ﺃﺑﺰﻭ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ . - ﻭﻛﺘﺎﺏ"\ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﺮﺻﺎﻥ"\ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﺣﻆ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ "\.ﻭﺭﺳﺎﻟﺔ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ "\ ﻳﻨﺴﺐ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻓﺮﻱ |
|
مجموع التعليقات: 0 | |